النشاط السياسى للمهندسين المصريين

توزَّع نشاط نقابة المهندسين على الاهتمامات المحلية والخارجية، فعلى الصعيد المحلي؛ شاركت النقابة في تناول قضايا داخلية أخذت الطابع السياسي في المناقشات، مثل قضية التنمية والتكنولوجيا، والصناعة الوطنية، وتطوير الطاقة. وأنشأت النقابة في هذا الصدد لجانًا فنية، وعقدت عدة مؤتمرات وندوات للبحث في هذه القضايا، مثل مشروع هضبة الأهرام المثير للجدل، واستخدام الأوزون في تنقية مياه الشرب، والصناعات الصغيرة، والتنمية الحضارية.
ومع التقدم الكبير الذي أحرزه التيار الإسلامي التابع لجماعة الإخوان المسلمين في انتخاباتها؛ أبدت النقابة تفاعلاً متزايداً مع القضايا السياسية الداخلية والخارجية، مثل قضية الديمقراطية، والحريات العامة في مصر، خصوصًا مع اعتقال مهندسين منتمين للتيار الإسلامي وتيارات سياسية أخرى؛ إذ قامت النقابة بإرسال برقيات احتجاج لرئيس الجمهورية والنائب العام بشأن عمليات الاعتقال التي طالت بعض المنتمين إلى الجماعات الإسلامية والشيوعية، وشاركت النقابة في عدة مؤتمرات للنقابات المهنية عن الانتخابات النيابية في مصر، كما عقدت النقابة ندوات عن الحريات، وأنشأت لجنة خاصة بهذا الملف بعد أن تم اعتقال عدد من المهندسين في قضايا تتعلق بحرية الرأي.
وفي الوقت ذاته كانت النقابة تشدِّد مرارًا على دعوتها إلى إلغاء العمل بقانون الطوارئ والقوانين المقيدة للحريات كافة، والسماح بحرية تكوين الأحزاب، وإصدار الصحف، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وهي الدعوة التي كانت تتردد في بياناتها العديدة أو عبر مشاركتها في مؤتمرات نقابية.
وكان من المثير للاهتمام أنّ التضييق على النقابة والتهديد بفرض الحراسة عليها، قبل فرضها بالفعل، قد دفعها إلى تهدئة مواقفها السياسية، حتى أنها رغم الاهتمام بقضايا الحريات، ومطالبتها بإلغاء العمل بقانون الطوارئ، فإنها لم تصدر أي بيان بمناسبة تمديد العمل بهذا القانون لثلاث سنوات إضافية في مصر، في المرة قبل الأخيرة التي تم فيها تمديد العمل به. وقد فسَّر بعض المراقبين هذا التقصير بانشغال النقابة في همومها الداخلية؛ إذ صادف التمديد انتخابات النقابة العامة والنقابات الفرعية للمهندسين